إنك لا تهدي من أحببت
بطاقات دعوية
عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب، آخر ما كلمهم، هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى فيه (ما كان للنبي) الآية
أولًا : التخريج
هذا الحديث متفق عليه أخرجه البخاري، ومسلم.
ثانيًا : المفردات
· قوله أبى : أي رفض وامتنع.
· قوله ما لم أنه عنك أي ما لم ينهاني الله عن الاستغفار لك.
ثالثًا : الفوائد
1- من قال : لا إله إلا الله ، عند موته فهو داخل فى جملة المؤمنين ، وإن لم يعمل سواها، ما لم يعاين الملائكة.
2- قوله ( أشهد لك بها عند الله ) وفي رواية (أحاج إليك بها عند الله)، ومما سبق يتبين أن قائل لا إله لا الله قبل المعاينة لا يحتاج لشفاعة، فيحتمل أن أبا طالب قد عاين أمر الآخرة ، وأيقن بالموت ، وصار فى حالة من لا ينتفع بالإيمان لو آمن ، وهو الوقت الذى قال فيه : أنا على ملة عبد المطلب عند خروج نفسه ، فرجا له ( صلى الله عليه وسلم ) إن قال : لا إله إلا الله ، وأيقن بنبوته أن يشفع له بذلك ، ويحاج له عند الله فى أن يتجاوز عنه ، ويتقبل منه إيمانه فى تلك الحال ، ويكون ذلك خاصا لأبى طالب وحده لمكانه من الحماية والمدافعة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقد نفعه النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ شفع له فكان أخف أهل النار عذابًا.
3- فيه ذم صحبة السوء.
4- في بعض الروايات أن أبا طالب قال (لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك) أي سررتك بها وفرحتك بقولها وأبلغتك أمنيتك.
5- فيه تأكيد قول الله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
6- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس.