كفر من اعتقد أن الأسباب فاعلة بنفسها

بطاقات دعوية

كفر من اعتقد أن الأسباب فاعلة بنفسها

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب.

 1-هذا الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري، ومسلم.

2-المفردات :

على إثر سماء:  أي مطر كان من الليل. والعرب تسمي المطر سماء؛ لنزوله من السماء.

فلما انصرف : أي من صلاته أو من مكانه.

نوء : النوء مفرد الأنواء، والنوء سقوط نجم في المغرب من النجوم الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر وهو مأخوذ من ناء إذا سقط، وأيضًا النوء طلوع نجم منها وهو مأخوذ من ناء إذا نهض ولا تخالف بين القولين في الوقت لأن كل نجم منها إذا طلع في المشرق وقع حال طلوعه آخر في المغرب لا يزال ذلك مستمرا إلى أن تنتهي الثمانية والعشرون بانتهاء السنة فإن لكل واحد منها ثلاثة عشر يوما تقريبا.

 قوله هل تدرون ماذا قال ربكم وفي بعض الروايات: " الليلة "، يدل على أن الله تعالى يتكلم بمشيئته واختياره.

3-أجرى الله العادة بمجيء المطر عند طلوع كل منزل من المنازل، كما أجرى العادة بمجيء الحر في الصيف، والبرد في الشتاء. فإضافة نزول الغيث إلى الأنواء، يقترن بأحد حالين :

-      إن اعتقد أن الأنواء هي الفاعلة لذلك، المدبرة له دون الله عز وجل، فقد كفر بالله ، وأشرك به كفرا ينقله عن ملة الإسلام، ويصير بذلك مرتدًا، حكمه حكم المرتدين عن الإسلام، إن كان قبل ذلك مسلمًا.

-     إن لم يعتقد ذلك، فظاهر الحديث يدل على أنه كفر نعمة الله، فهو من باب إضافة النعم لغير المنعم بها كفر للمنعم في نعمه، وإن كان الإعتقاد يخالف ذلك.

وفي " صحيح مسلم "، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: " ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكوكب وبالكوكب ".

4-قوله ( عبادي ) مع وصف أحد القسمين بالكفر دليل على أن المراد به كفر النعمة.

5-الله تعالى خلق لكل شيء سببًا يضاف إليه، حكم، وفي الحقيقة الفاعل هو الله تعالى القادر على كل شيء.

6-في الحديث دلالة على مشروعية طرح المعلم المسألة على تلاميذه  ليتأملوا فيها وإن كانت لا تدرك إلا بدقة النظر.