هل الالتفات في الصلاة يفسدها؟

بطاقات دعوية

هل الالتفات في الصلاة يفسدها؟

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي.

 1-    هذا الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم.

2-   المفردات :

الخميصة: كساء رفيع يلبسه أشراف العرب، وقد يكون له علم، وقد لا يكون، وقد يكون أبيض وأحمر وأسود وأصفر.

الأنبجانية : كساء غليظ بغير علم.

أبو جهم هو عبيد الله ويقال عامر بن حذيفة القرشي العدوي، أسلم يوم الفتح، وتوفي في آخر خلافة معاوية

ألهتني : شغلتني.

آنفا : أي قريبًا.

3-    هذه الخميصة كانت قد أهداها أبو جهم بن حذيفة للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما انشغل بها النبي في صلاته أمر عائشة وقال لها ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم، روى القصة مالك وغيره.

4-    طلب منه ثوبا غيرها ليعلمه أنه لم يرد عليه هديته استخفافا به.

5-     في الحديث أن الواهب إذا ردت عليه عطيته من غير أن يكون هو الراجع فيها فله أن يقبلها من غير كراهة.

6-    في الحديث: دليل على أن نظر المصلي إلى ما يلهيه عن صلاته لا يفسد صلاته، ولا يلزمه إعادتها إذا كان ذلك قليلا، ولهذا قالت عائشة: فنظر إلى أعلامها نظرة.

7-    استدل الشافعي بهذا الحديث على أن مجرد الاشتغال عن صلاته بنظر إلى شيء أو فكر فيه، إذا لم يوجب له ذلك الشك في عدد الركعات لا يسجد له للسهو.

8-    في الحديث: دليل على استحباب التباعد عن الأسباب الملهية عن الصلاة، ولهذا أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الخميصة عنه بالكلية. فينبغي لمن ألهاه شيء من الدنيا عن صلاته أن يخرجه عن ملكه.، وليتأمل فعل سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام لما طفق ضربًا بالسوق والأعناق.

9-    الصلاة في الثوب الحسن غير مكروه، إلا أن يخشى منه الإلتهاء عن الصلاة أو حدوث الكبر، قال جرير بن حازم: رأيت على الحسن طيلسانا كرديا حسنا،وخميصة أصبهانية جيدة، ذات أعلام خضر وخمر، أزرتها من إبريسم، وكان يرتدي ببرد له يمان أسود مصلب، وبرد عدني وقباء من برد حبرة، وعمامة سوداء.