الوقت الذي يجمع فيه المقيم 1
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا، أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء»
في هذا الحَديثِ يَرْوي عَبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى وهو في المَدينةِ سَبعًا، أيْ: جَمَعَ بيْن المَغرِبِ والعِشاءِ، وذلك أنَّه أخَّرَ المَغرِبَ إلى آخِرِ وَقتِها، وبَعدَ أنْ صَلَّاها ثَلاثًا، وحين فَرَغَ منها، دَخَلَ وَقتُ العِشاءِ، فصَلَّاها أربَعًا.وصَلَّى ثَمانيًا؛ بأنْ جَمَعَ بَينَ الظُّهرِ والعَصرِ كذلك، فأخَّرَ الظُّهرَ إلى آخِرِ وَقتِه، فلَمَّا صَلَّاها أربَعًا خَرَجَ وَقتُها، ودَخَلَ وَقتُ العَصرِ، فصَلَّى العَصرَ أربَعًا.فقال أيُّوبُ -وهو أيُّوبُ السَّختِيانيُّ، راوي الحَديثِ، والمَقولُ له جابِرُ بنُ زَيدٍ-: لَعَلَّ هذا التأخيرَ كان في لَيلةٍ كَثيرةِ المَطَرِ؟ فقال جابِرُ بنُ زيدٍ: عَسى أن يكون ذلك في لَيلةٍ مَطيرةٍ. وهذا رَجاءٌ منه أنْ يَكونَ قد حَدَثَ ذلك في لَيلةٍ مَطيرةٍ؛ لِأنَّ المَعهودَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يُؤخِّرُ الصَّلاةَ عن أوَّلِ وَقتِها إلَّا لِعُذرٍ ومَشَقَّةٍ تَستَوجِبُ الأخْذَ برُخصةِ التأخيرِ
وفي الحَديثِ: التَّيسيرُ، ورَفعُ المَشَقَّةِ، والأخْذُ بالرُّخَصِ في أعمالِ العِباداتِ