باب إثم من ظلم شيئا من الأرض
بطاقات دعوية
عن سالم عن أبيه (ابن عمر) رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه؛ خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين".
قال أبو عبد الله: هذا الحديث ليس بخراسان في كتاب (6) ابن المبارك، أملاه عليهم بالبصرة
ما مِن عَبْدٍ يَعمَلُ عَملًا صالِحًا أو سيِّئًا إلَّا ويُجازَى به يومَ القيامةِ جَزاءً يُناسِبُ عمَلَه وفِعلَه، ولَمَّا كان الظُّلمُ والعُدوانُ مِن أشدِّ الذُّنوبِ وأَقْبَحِ الأفعالِ المتوعَّدِ عليها، كان جَزاؤه مِن أشدِّ الجَزاءِ.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لجَزاءِ مَن يَأخُذُ مِن أرضِ غيرِه شَيئًا ليس له ظُلمًا وعُدوانًا، قلَّ المأخوذُ أو كثُرَ، فإنَّ مَن فَعَل ذلك واغتَصَب شَيئًا مِن الأرضِ، خَسَف اللهُ به يومَ القيامةِ إلى سَبْعِ أَرَضِينَ، أي: غارَتْ به الأرضُ وهَوَى إلى أسفَلِها.
وفي الصَّحيحينِ عن سَعيدِ بنِ زَيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفيلٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «مَن اقتَطَعَ شِبرًا مِن الأرضِ ظُلْمًا، طَوَّقَه اللهُ إيَّاه يومَ القيامةِ مِن سَبْعِ أرَضِينَ»، والمعْنى: يُخسَفُ به فتَصيرُ الأرضُ له كالطَّوقِ في عُنقِه بعْدَ أنْ يُطوِّلَه اللهُ تعالَى. أو أنَّ هذه الهيئاتِ في العُقوبةِ تَتنوَّعُ لصاحبِ هذه الجِنايةِ على حسْبِ قُوَّةِ المفسدةِ وضَعْفِها، فيُعذَّبُ بَعضُهم بهذا وبَعضُهم بهذا.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن الظُّلمِ وغَصْبِ الأرضِ، وتَغْليظُ عُقوبتِه.