باب إطفاء النار عند المبيت2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة
عن أبي موسى، قال: احترق بيت بالمدينة على أهله، فحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم، فقال: "إنما هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم" (4)
نظَّم الشَّرعُ الشَّريفُ أُمورَ النَّاسِ بما فيه صلاحُهم ونَفْعُهم، وبما يُبعِدُ عنهم الضَّرَرَ والأذى.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو موسى الأشعريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُدِّثَ بشَأنِ بيْتٍ احتَرَق في المدينةِ علَى أهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فنبَّهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ضَررِ النَّار وخطَرِها إذا لم تُحفَظْ وتُراعَ، حتَّى سمَّاها عَدُوًّا للناسِ، ومعنى كَونِها عدُوًّا لنا: أنَّها إذا ظَفِرتْ بنا في أيِّ وقتٍ وأيِّ مكانٍ، تَمكَّنَت مِن كلِّ شَيءٍ حتى تُحرِقَه وتَجعَلَه رَمادًا؛ ولذا أمَرهم بأنْ يُطفِئوا النَّارَ عندَ إرادةِ النَّومِ؛ حتَّى لا تَنتشِرَ في غَفلةٍ منهم، ويَدخُلُ في ذلك تَرْكُها مُشتعِلةً، وليس هناك مَن يَرْعاها ويَتنبَّهُ لها؛ للانشغالِ أو الغيابِ عنها.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الأخذِ بأسبابِ الوِقايةِ مِنَ المخاطِرِ والمهالِكِ.