باب استلام الحجر2
سنن ابن ماجه
حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عبد الرحيم الرازي، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير قال:
سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من يستلمه بحق
إنَّ اللهَ تعالى له مُطلَقُ القدْرةِ، ولا يُعجِزُه شيءٌ سبحانَه، وهو قادِرٌ على أنْ يبعَثَ في الجَماداتِ الحياةَ، ويجعَلَ لها بصَرًا ولِسانًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الحَجرِ"، أي: الحَجرِ الأسودِ الموجودِ في البيتِ الحرامِ، ومكانُه في الرُّكْنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ للكعبَةِ المشرَّفةِ مِن الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِن الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه: "واللهِ ليَبعثنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ"، أي: ليجعَلنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ ظاهِرًا، ويَجعَلنَّ فيه حياةً، "له عَينان يُبصِرُ بهما"، أي: يُعطِيه اللهُ عينَين يُبصِرُ بهما مَن الْتمَسه، ومَن قبَّله، "ولِسانٌ يَنطِقُ به"، أي: يتَكلَّمُ به، "يَشهَدُ على مَن استلَمه بحقٍّ"، أي: أشار إليه أو قبَّله بحَقٍّ، والحقُّ ما كان يفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالإخلاصِ والتَّعبُّدِ للهِ عزَّ وجلَّ، ولا يكونُ استِلامُه بقصْدِ الرِّياءِ، أو بتَعظيمٍ وتقديسٍ للحجَرِ نفْسِه.
وفي الحديثِ: بيانُ ما في الحجرِ مِن فضلٍ وخيرٍ لِمَن استَلمَه.