باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر6
سنن ابن ماجه
حدثنا راشد بن سعيد الرملي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي غالب عن أبي أمامة، قال: عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رأى الجمرة الثانية سأله، فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغرز ليركب، قال: "أين السائل؟ " قال: أنا يا رسول الله. قال:"كلمة حق عند ذي سلطان جائر" (1)
الجهادُ في سبيلِ اللهِ تعالى غيرُ مُقتصرٍ على الجهادِ بالسِّنانِ في ساحةِ المعركةِ، بل له مجالاتٌ كثيرةٌ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "أفضَلُ الجِهادِ"، أي: أعظَمُ وأنفعُ الجِهادِ الذي يكونُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى. "كَلِمةُ عَدلٍ"، أي: أمرٌ بمَعروفٍ أو نَهيٌ عن مُنكرٍ أيًّا كانَت صُورتُه قَولًا أو كتابةً أو فِعلًا، "عندَ سُلطانٍ جائرٍ- أو أميرٍ جائرٍ-"، أي: إنَّ تلكَ الكَلِمةَ بالعدلِ والحقِّ موجَّهةٌ لوليِّ أمرٍ يَلِي مِن أمورِ المسلِمينَ ما يَلي وظهرَ مِنه أنَّه ظالمٌ واشتَهرَ بذلكَ ورُبما آذَى مَن يأمُرُه أو يَنهاهُ فجعلَ اللهُ أجرَ مَن يأمرُه بالعَدلِ والمعروفِ ويَنهاهُ عنِ المنكرِ أنَّه في أعلى مراتبِ الجِهادِ؛ وذلكَ أنَّ وليَّ الأمرِ لو أخَذَ بِكَلمَتِه لربَّما عمَّ النفعُ عددًا كبيرًا من الناسِ فتحصُلُ المصلحةُ.