باب الجمع بين الصلاتين
حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملى الهمدانى حدثنا المفضل بن فضالة والليث بن سعد عن هشام بن سعد عن أبى الزبير عن أبى الطفيل عن معاذ بن جبل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان فى غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر وفى المغرب مثل ذلك إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم جمع بينهما. قال أبو داود رواه هشام بن عروة عن حسين بن عبد الله عن كريب عن ابن عباس عن النبى -صلى الله عليه وسلم- نحو حديث المفضل والليث
جعل الله تعالى للمسافر أحكاما خاصة تتناسب مع ما يلقى من الجهد والمشقة، فخفف الله عنه من الأحكام؛ رحمة منه تعالى بعباده
وفي هذا الحديث يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان في غزوة تبوك"، وهو: موضع قرب الشام، "إذا زاغت الشمس"، أي: زالت ومالت عن وسط السماء نحو الغرب، قبل أن "يرتحل"، أي: يجد به السير، "جمع بين الظهر والعصر"، أي: صلى العصر مع الظهر في وقت الظهر، ويسمى هذا جمع تقديم، "وإن يرتحل"، أي: يسر، "قبل أن تزيغ الشمس"، أي: تميل عن وسط السماء، "أخر الظهر حتى ينزل للعصر"، فيصلي الظهر مع العصر في وقت العصر؛ ويسمى هذا جمع تأخير
"وفي المغرب مثل ذلك"، أي: مثلما فعل في الظهر والعصر، "إن غابت الشمس قبل أن يرتحل"، أي: يجد به السير، "جمع بين المغرب والعشاء"، أي: صلى العشاء مع المغرب في وقت المغرب جمع تقديم، "وإن يرتحل"، أي: يجد به السير، "قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما"، أي: بين المغرب والعشاء، فيصلي المغرب مع العشاء في وقت العشاء، ويسمى جمع تأخير، وهذا كله مع قصر الصلوات الرباعية إلى ركعتين في السفر، فتكون الصلاة جمعا وقصرا
وفي الحديث: التيسير على المسافر في أداء العبادة