باب القنوت قبل الركوع وبعده
بطاقات دعوية
عن أنسٍ قالَ: كانَ القُنوتُ في المغربِ والفَجرِ.
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتقرَّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالدُّعاءِ على كلِّ حالٍ، ومِن ذلك دُعاءُ القُنوتِ الذي يَدْعو به في صَلاتِه، وكان أصحابُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورضِيَ اللهُ عنهمْ شَديدي الحِرصِ عَلى اتِّباعِ هَدْيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَشْرِ سُنَّتِهِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عن قُنوتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أثناءِ الصَّلاةِ، والقُنوتُ هو اسمٌ للدُّعاءِ في الصَّلاةِ في مَحلٍّ مَخصوصٍ مِن القِيامِ، حيثُ يَشرُعُ الإمامُ قبلَ النُّزولِ للرُّكوعِ أوْ عَقِبَ القِيامِ مِن الرُّكوعِ الأَخيرِ في الدُّعاءِ، ويُؤمِّنُ على دُعائِهِ المأْمُومونَ، ويُبيِّن أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ القُنوتَ كان في صَلاةِ المغْربِ وَصلاةِ الفَجرِ، وكانَ سَببُ قُنوتِهِ هذا: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَدْعو على حَيٍّ مِن أحْياءِ المُشرِكينَ؛ قَتَلوا نحوَ سَبعينَ قارئًا للقُرآنِ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد بَعَثَهم إليهم؛ ليَدْعُوهم إلى الإسلام ويُعلِّموهم، فظلَّ يدْعو عليهم، كما رَوَى البُخارِيُّ ومُسلِمٌ مِن حَديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال: قَنَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهرًا بعدَ الرُّكوعِ في صَلاةِ الصُّبحِ، يَدعو عَلى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَيقولُ: «عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ ورَسولَهُ»، ثمَّ ترَكَ الدُّعاءَ عليهم لَمَّا نزَلَ قَولُ اللهِ تَعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].
وفي الحديثِ: القُنوتُ في النَّوازِلِ والمُلِمَّاتِ.
وفيه: الدُّعاءُ على الظَّالِمين ومَن يُؤذِي المُسلِمين.