باب المستحاضة تعتكف
سنن ابن ماجه
حدثنا الحسن بن محمد الصباح، حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، قال:
قالت عائشة: اعتكفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعت تحتها الطست (2).
الصَّلاةُ عَمودُ الدِّين، وقدْ جَعَلَ اللهُ لها شُروطًا لا تَصِحُّ إلَّا بها، ومن أَهَمِّ هذه الشُّروط: الطَّهارَةُ من الحَدَثِ.
وفي هذا الحديثِ أنَّ عائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قالتْ: "اعْتَكَفْتُ"، أي: في المسجد، والاعْتِكافُ هو لُزومُ المسجدِ للطَّاعَةِ، "مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم"، أي: كان صلَّى الله عليه وسلَّم مُعْتَكِفًا أيضًا، ومعه في المُعْتَكَفِ "امرأةٌ من أزواجه، فكانتْ تَرَى الصُّفْرَةَ والحُمْرَةَ"، أي: كانتْ تَرَى أَثَرَ الحَيْضِ ونُزولَ الدَّمِ وهي مُسْتَحاضَة، قِيلَ: إنَّ هذه المرأةَ سَوْدَةُ بنتُ زَمْعَةَ. وقِيلَ: هي زَيْنَبُ بنتُ جَحْشٍ. "فكانتْ" زَوجةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "تَرَى الصُّفْرَةَ"، أي: مَرَّةً عند قِلَّةِ الدَّمِ، "والحُمْرَةَ" مَرَّةً أُخرى عند كَثْرَةِ الدَّمِ، وهذا دَليلُ الاسْتِحاضَةِ، وهو دَمٌ فاسِدٌ، قالت: "فرُبَّما وَضَعْنا الطَّسْتَ تحتَها، وهي تُصلِّي"؛ وذلك للأَمْنِ حتَّى لا تُلَوِّثَ المسجدَ.
وفي الحديثِ: أنَّ المُسْتَحاضَةِ حُكْمَها حُكْمُ الطَّاهِرِ.
وفيه: الاعْتِكافُ لِمَنْ به سَلَسُ البَوْلِ أو المَذْي أو به جُرْحٌ يَسيلُ؛ قِياسًا على المُسْتَحاضَةِ.
وفيه: اعتكافُ المرأةِ مع زَوجِها إذا كان لها مَوْضِع تَسْتَتِرُ فيه..