باب الوضوء لكل صلاة
عن عمرو بن عامر الأنصاري، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة»، قلت: فأنتم ما كنتم تصنعون؟ قال: «كنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد ما لم نحدث». هذا حديث حسن صحيح
المحافَظةُ على الوُضوءِ مِن عَلاماتِ الإيمانِ، ومواضِعُ الوضوءِ تكونُ عَلامةَ المؤمِنينَ يومَ القِيامةِ، وفي هذا الحَديثِ يَحْكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عنه عَن وُضوءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، فيَقولُ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يتَوضَّأُ لكلِّ صلاةٍ"، أي: إنَّ هذه كانت عادةً له؛ طاهرًا أو غيرَ طاهرٍ.
ثمَّ يَقولُ: "وكنَّا نُصلِّي الصَّلواتِ بوُضوءٍ واحدٍ"، أي: كان الصَّحابةُ أحيانًا يُصلُّون صَلَواتِ اليومِ ثَلاثةً أو أربعةً أو خمسةً بوُضوءٍ واحدٍ بعِلْمِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وإقرارِه؛ لأنَّ هذا أمرُ عبادةٍ، فلا بدَّ مِن أَخْذِه عن اللهِ تعالى أو عن رَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الصَّلواتِ كلِّها أو بَعضِها بوضوءٍ واحدٍ.