باب تفريق الوضوء
بطاقات دعوية
حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، عن جرير بن حازم، أنه سمع قتادة بن دعامة، حدثنا أنس بن مالك، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارجع فأحسن وضوءك»، قال أبو داود: «هذا الحديث ليس بمعروف، عن جرير بن حازم، ولم يروه إلا ابن وهب وحده»، وقد روي عن معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، قال: «ارجع فأحسن وضوءك»
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع أصحابه رضي الله عنهم في إتيانهم بالعبادات متابعة المعلم لتلميذه؛ ليرى مدى تطبيقهم لتعاليمه، ومدى التزامهم بحدودها، وليصوب لمن أخطأ منهم
وفي هذا الحديث يخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا انتهى من وضوئه، فترك قدر ظفر في قدمه، أي: لم يصبه ماء الوضوء، وهذا كناية على صغر حجم الجزء الذي لم يصبه الماء، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى من الرجل الموضع الذي لم يأت عليه الماء، فقال له مشيرا إلى موضع التقصير: «ارجع فأحسن وضوءك»، أي: أتمه وأعط كل عضو حقه من الماء، فرجع الرجل فأتم وضوءه -وقيل: إنه أعاده- ثم صلى، بعدما أقر النبي صلى الله عليه وسلم له بوضوئه
وفي الحديث: استجابة الصحابة وسرعتهم في تنفيذ أوامر النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه: الحث والأمر بإسباغ الوضوء، والتحذير من ترك غسل جزء ولو صغير من أعضاء الوضوء
وفيه: تعليم الإمام والعالم لعوام الناس أمور دينهم، وتصويبه لهم ما يخطئون فيه