باب فى كراهية القعود على القبر
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازى أخبرنا عيسى حدثنا عبد الرحمن - يعنى ابن يزيد بن جابر - عن بسر بن عبيد الله قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا مرثد الغنوى يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ».
النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على إرشاد المسلمين لما فيه إظهار تكريم بعضهم لبعض في المحيا وبعد الممات، فنهى عن القعود والجلوس على القبور، وشدد النهي عن هذا الأمر
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا على القبور»؛ وذلك لما فيه من الاستخفاف بحق أخيه المسلم، وفي حديث آخر عند مسلم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجلوس على الجمر خير من الجلوس على القبر، والمعهود من القبور ليس إلا زيارتها والدعاء عندها قائما، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى البقيع، ويقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية» رواه مسلم
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولا تصلوا إليها»، أي: لا تصلوا مستقبلين القبور؛ وذلك لمخالفة اليهود والنصارى الذين كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد؛ تعظيما لشأنهم، وربما صنعوا عندها ما لا يستحقه إلا الخالق المعبود سبحانه، وذلك يتناول الصلاة على القبر أو إليه أو بين قبرين؛ وذلك أنه ذريعة إلى تعظيم القبر، وأنه يعبد كما كانت عليه الجاهلية. ويستثنى من ذلك النهي صلاة الجنازة على المقابر، كما ثبت ذلك في الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث: النهي من القعود والجلوس على القبور
وفيه: النهي عن الصلاة في المقابر أو بينها أو إليها