باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام3
سنن الترمذى
حدثنا هشام بن يونس الكوفي قال: حدثنا المحاربي، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم» لا ينام حتى يقرأ بتنزيل السجدة، وبتبارك " وهكذا روى سفيان الثوري، وغير واحد، هذا الحديث، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وروى زهير، هذا الحديث، عن أبي الزبير، قال: قلت له: سمعته من جابر؟ قال: لم أسمعه من جابر، إنما سمعته من صفوان، أو ابن صفوان، وقد روى شبابة، عن مغيرة بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر، نحو حديث ليث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ اللهَ كثِيرًا قبْلَ نَومِه بأذكارٍ مُعيَّنةٍ، ويَتلو بعْضَ سُوَرِ القُرآنِ، والقُرآنُ أفضَلُ الذِّكْرِ؛ فهو كلامُ اللهِ الحَقُّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عَنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "كان لا يَنامُ حتى يقرَأَ {الم تَنْزِيلُ} السَّجدةِ و{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}"، أي: لم يكُنْ مِن عادتِه النَّومُ قبْلَ قِراءةِ هاتَينِ السُّورتَينِ، وهما سُورةُ السَّجدةِ وسُورةُ المُلْكِ.
وقد ورَدَ أنَّ سُورةَ المُلْكِ تَشفَعُ لِصاحِبِها الَّذي كان يَقرَؤُها في الدُّنيا عندَ مَوتِه حتى غُفِرَ له، وقِيل: تَشفَعُ لمَن يَقرَؤُها في القبْرِ أو يَومَ القيامَةِ، وقد ورَدَ أنَّها المانِعةُ الَّتي تَمنَعُ صاحِبَها مِن عذابِ القبْرِ، أو مِن الوُقوعِ في الذُّنوبِ المؤدِّيةِ إلى العَذابِ فيه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الذِّكْرِ وقِراءةِ القُرآنِ قبْلَ النَّومِ، وبَيانُ فضْلِ سُورَتيِ السَّجدةِ والمُلْكِ( ).