باب ما جاء في إصلاح ذات البين1
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا»: هذا حديث حسن صحيح
أقامَ الإسلامُ علاقةَ المسلِمينَ على التواصُلِ والمحبَّةِ والتناصُحِ في اللهِ عزَّ وجلَّ، وقِوامُ المجتَمعِ يَقومُ على التَّعارُفِ والتعاوُنِ، ومِن التناصُحِ والأمرِ بالمعروفِ أن يُصلِحَ الإنسانُ بينَ المتخاصِمينَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لم يَكذِبْ من نَمَى بينَ اثنَينِ؛ لِيُصلِحَ"، أي: لا يُعدُّ مِن الكَذِب الآثمِ نَقلُ الكلامِ للإصلاحِ بينَ الناسِ، وإنْ لم يقُلْه أحدُ الأطرافِ، أو تَبديلُ الكلامِ السيِّئِ بِكلامٍ حسَنٍ.
وفي لفظٍ، أي رِوايةٍ: "ليسَ بالكاذبِ مَن أصلَحَ بينَ الناسِ فقالَ خَيرًا أو نَمى خَيرًا"، أي: قالَ خيرًا مِن عِند نفْسِه، أو نقلَ خيرًا عَن أحدِ الأطرافِ المتخاصِمةِ بغَرضِ الإصْلاحِ بينَهم.
وفي الحديثِ: الحثُّ على نقْلِ الكلامِ الطيِّبِ؛ للإصلاحِ بين الناسِ، وأنَّ ذلك لا يُعدُّ كذِبًا حتى ولو لم يقُلْه أحدُ الأطرافِ المتخاصِمةِ.