باب ما جاء في التطوع في البيت 1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللهعن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قضى أحدكم صلاته، فليجعل لبيته منها نصيبا، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا" (1).
الصَّلاةُ لها أهمِّيَّةٌ كَبيرةٌ في حَياةِ المُسلِمِ، فعليه أنْ يُحافِظَ على إقامتِها وأداءِ سُنَنِها وأَركانِها على الوَجهِ المَطلوبِ، وأنْ يُكثِرَ مِن صَلاةِ التَّطوُّعِ؛ لأنَّها تَجبُرُ الفَريضةَ، وأنْ يجعَلَ لبَيتِه نَصيبًا مِنَ الخَيرِ بصَلاةِ النَّوافِلِ فيهِ حتَّى يُصيبَه الخيرُ.
وفي هذا الحَديثِ إرشادٌ وتَعليمٌ نَبويٌّ؛ إذ أمرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا أدَّى المسلِمُ الصَّلاةَ المَفرُوضةَ عليه في المَسجِدِ، «فلْيَجعَلْ لبَيتِهِ نَصيبًا مِن صَلاتِهِ»، أي: فليُصَلِّ بعضًا مِنها في بَيتِه، وهيَ صَلاةُ النَّوافِلِ؛ وذلك لكونِ الصَّلاةِ في البَيتِ أخْفى وأبعَدَ منَ الرِّياءِ، ولِيَتبرَّكَ البيتُ بذلك وتَنزِلَ فيه الرَّحمةُ والملائكةُ وينفِرَ منه الشَّيطانُ، وقد أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ جاعلٌ في بيتِ هذا المتطَوِّعِ مِن أجْلِ صَلاتِه خيْرًا يَرجِعُ على أهْلِه ووَلدِه بالبَرَكةِ في الأَرْزاقِ والأَعْمارِ، وزِيادةٍ في الهُدَى والتُّقَى، وعِمارةِ البَيتِ بالذِّكْرِ والطَّاعةِ، ونُزولِ المَلائكةِ للدُّعاءِ لأَهلِ البَيتِ والاستِغفارِ لهُم.