باب ما جاء في المنحة
سنن الترمذى
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوسجة، يقول: سمعت البراء بن عازب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من منح منيحة لبن أو ورق أو هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة»: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روى منصور بن المعتمر، وشعبة، عن طلحة بن مصرف هذا الحديث، وفي الباب عن النعمان بن بشير ومعنى قوله: «من منح منيحة ورق» إنما يعني به: قرض الدراهم، قوله: «أو هدى زقاقا»: يعني به هداية الطريق وهو إرشاد السبيل
مساعدةُ الآخَرينِ وإعطاؤُهم مِن الصِّفاتِ الحَميدةِ الَّتي ينبغي أن يتَّصفَ بها المُسلِمُ عن غيرِه؛ لِمَا جعَل الإسلامُ في ذلك مِن أجرٍ وثوابٍ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن منَح"، أي: أعطى "مَنِيحةَ لَبَنٍ"، أي: ناقةً أو شاةً تُدِرُّ لبَنًا فيُنتفَعُ به، ثمَّ يردها إلى صاحبِها بعد ذلك، "أو وَرِقٍ"، أي: قرضٍ مِن فضَّةٍ، "أو هَدَى زُقَاقًا"، أي: أرشَدَ الضَّالَّ أو الأعمى إلى الطَّريقِ، وقيل: أي: أهدى زُقاقَ النَّخلِ، وهي السِّكَّةُ منها "كان له مِثلُ عِتقِ رقَبةٍ"، أي: في الأجرِ لِمَن فعَل أحَدَ تلك الأشياءِ.
وفي الحديثِ: الترغيبُ في السَّعيِ بالمالِ الفائضِ في نفْعِ الآخَرين به.