باب ما جاء في صفة قعر جهنم
سنن الترمذى
حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن هشام بن حسان، عن الحسن، قال: قال عتبة بن غزوان - على منبرنا هذا منبر البصرة -، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما وما تفضي إلى قرارها» قال: وكان عمر، يقول: «أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد، وإن قعرها بعيد، وإن مقامعها حديد»: «لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر»
خلَق اللهُ عزَّ وجلَّ جَهنَّمَ؛ لتخويفِ العِبادِ ولِعَذابِ مَن يَعصِيه مِن خَلقِه، وقد جعَلها بحِكمتِه عَظيمةَ الخَلْقِ واسعةً عميقةً، كما يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحَديثِ: "إنَّ الصَّخرةَ العظيمةَ"، أي: الحَجرَ العظيمَ في حَجمِه، "لَتُلقى مِن شَفيرِ جَهنَّمَ"، أي: جانبِ جَهنَّمَ أو حَرْفِه "فتَهْوي فيها سَبعين عامًا ما تُفْضي إلى قَرارِها"، أي: يَسقُطُ هذا الحجَرُ الكبيرُ في جَهنَّمَ، ويظَلُّ يَسقُطُ هكذا سَبعين عامًا، ولا يَصِلُ إلى قَعرِ جَهنَّمَ، وفي هذا إشارة إلى أنَّها واسعةٌ عَميقةٌ، وفيه التَّخويفُ والتَّحذيرُ مِن جَهنَّمَ وعَذابِها؛ لاجتِنابِ ما يُؤدِّي إليها وسلوكِ طُرقِ النَّجاةِ مِنها.
وفي الحديثِ: عِظَمُ عُمْقِ جَهنَّمَ.