‌‌باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه1

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، ويوسف بن يعقوب الضبعي، قالا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء سأل: «أصدقة هي، أم هدية؟»، فإن قالوا: صدقة لم يأكل، وإن قالوا: هدية أكل وفي الباب عن سلمان، وأبي هريرة، وأنس، والحسن بن علي، وأبي عميرة جد معرف بن واصل، واسمه رشيد بن مالك، وميمون أو مهران، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي رافع، وعبد الرحمن بن علقمة. وقد روي هذا الحديث أيضا عن عبد الرحمن بن علقمة، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، «وجد بهز بن حكيم اسمه معاوية بن حيدة القشيري».: «وحديث بهز بن حكيم حديث حسن غريب»
‌‌

حُرِّم على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يَأكُلَ أو يَأخُذَ شَيئًا مِن الصَّدقاتِ؛ وذلك لأنَّها أوساخُ النَّاسِ يُطهِّرون بها أموالَهم وأنفُسَهم.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا جاءهُ طَعامٌ مِن خارجِ بَيتِه، سَأَلَ عنه: «أَهَديَّةٌ أمْ صَدَقةٌ؟» فإنْ قيلَ له: صَدَقةٌ، قالَ لأصْحَابِه: كُلُوا، ولَمْ يَأكُلْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه؛ لأنَّ الصَّدَقةَ مُحرَّمةٌ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ قيلَ له: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ بيَدِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أي: شَرَعَ في الأكلِ مُسرِعًا، فأكَلَ مع أصحابِه. وإنَّما كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأكُلُ الهديَّة، ولا يَأكُلُ الصَّدقةَ؛ لِمَا في الهديَّةِ مِن تَآلُف القُلوبِ، والدُّعاءِ إلى المحبَّةِ، وجائزٌ أنْ يُثيبَ عليها بمِثلِها وأفضَلَ منها، فتَرتفِعَ المنَّةُ والذِّلَّةُ، ولا يَجوزُ ذلك في الصَّدقةِ، فافترَقَ حُكمُهما؛ لافتراقِ المعْنى فيهما.