باب مرافقة الصديق والفاروق النبي - صلى الله عليه وسلم -
بطاقات دعوية
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال وضع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو علي - رضي الله عنه - فترحم على عمر وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وذاك أني كنت أكثر ما (2) أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما. (م 7/ 111 - 112
في هذا الحَديثِ رَدٌّ على ضَلالِ الشِّيعةِ الرَّوافِضِ الَّذين اختَلَقوا الأكاذيبَ، وادَّعَوْا حُبَّ علِيٍّ وآلِ البَيتِ، وبُغضَ عُمَرَ، وأبي بَكرٍ، وأصْحابِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ بدَعْوى كُرْهِهم لآلِ البَيتِ، وقدْ كَذَبوا وضَلُّوا؛ فقدْ كان أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كالبُنْيانِ المَرْصوصِ، يشُدُّ بعضُه بعضًا، ولو جَرى بيْنَهم مِثلُ ما جَرى بيْن البَشرِ.
وفي هذا الحَديثِ بَيانُ ما كان عليه عَليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه مِن حِفظِ حقِّ عُمَرَ، ومَعرِفةِ فَضْلِه؛ فإنَّه -كما يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما- جاء وهو واقفٌ على عُمَرَ حينَ مَوتِه، وقدْ وُضِعَ على سَريرِه، أي: على نَعشِه، فوضَعَ عَليٌّ مِرفَقَه على كَتِفِ ابنِ عبَّاسٍ، ودَعا لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ وقال: رَحِمكَ اللهُ؛ إنِّي كُنتُ لَأرْجو أنْ يَجعَلَكَ اللهُ مع صاحِبَيكَ، يَعني: كُنتُ أتوَقَّعُ أنْ تُدفَنَ معَ صاحِبَيكَ: النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ لِأنِّي كَثيرًا ما كُنتُ أسمَعُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «كنتُ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ، وفَعلْتُ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ، وانطَلقْتُ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ»، يَعني: كُنتُ أظُنُّ ذلك لمُلازَمتِكَ لهما في حَياتِهما.
فرَضيَ اللهُ عن عُمَرَ، وأبي بَكرٍ، وعلِيٍّ، وآلِ البَيتِ، وسائرِ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، اللَّهمَّ اجْعَلْنا معَهم في جنَّتِكَ بلُطفِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.