باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم: «اهتز له عرش الرحمن» وفي الباب عن أسيد بن حضير، وأبي سعيد، ورميثة: «هذا حديث صحيح»
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه لَمَّا حَضَرَت جِنازةُ سَعْدٍ بيْنَ يَدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه رِضوانُ اللهِ عليهم، أي: وُضِعَتْ أَمامَهُمْ لأجْلِ الصَّلاةِ عليها أو دَفْنِها عندَ المقابِرِ، وكان سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه سيِّدَ الأوْسِ، وقدْ رُمِيَ يوْمَ الخَنْدقِ بسَهمٍ، فعاشَ بعْدَ ذلك شَهرًا ثمَّ انتَقَضَ جُرحُه فمات منه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحمنِ»، أي: اهتَزَّ لجِنازتِه؛ وذلكَ استِبْشارًا وفَرَحًا بقُدومِ رُوح سَعْدٍ، وإشعارًا بِفضلِه، وهو اهتزازٌ مَعلومُ الحُدوثِ، ولكنَّه مَجهولُ الكيفيَّةِ.
والعَرْشُ: هو عرْشُ الرَّحمنِ الَّذي استوَى عليه جلَّ جَلالُه، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكبرُها وأعظمُها، وصَفَه اللهِ بأنَّه عظيمٌ وبأنَّه كريمٌ؛ فوصفَه بالحُسنِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ، وبالحُسنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وفي الحديثِ: شَرَفُ سَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه وفَضْلُه، وتَبشيرٌ بأنَّه رَضيَ اللهُ عنه من أهلِ الجنَّةِ.