‌‌باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه2

سنن الترمذى

‌‌باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه2

حدثنا قتيبة قال: حدثنا صالح بن موسى، عن الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، قال: قال جابر بن عبد الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله». هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وضعفه، وتكلموا في صالح بن موسى

كان الصَّحابةُ الكرامُ يُحِبُّون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكثَرَ مِن أنفُسِهم، ومِنهم طَلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ الذي ضرَبَ أروَعَ الأمثلةِ في فِداءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والتَّضحيةِ بجَسدِه ونفْسِه؛ لحِمايتِه مِن المشركينَ يومَ أُحُدٍ؛ ولذلك قال عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن سَرَّهُ"، أي: أعجَبَهُ وأفرَحَهُ، "أنْ يَنظُرَ إلى شهيدٍ يَمْشي على وَجهِ الأرضِ، فلْيَنظُرْ إلى طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ"، أي: حُكمُه حكمُ مَن ذاق الموتَ في سَبيلِ اللهِ؛ لأنَّه قد جعَلَ نفْسَه يومَ أُحدٍ وِقايةً وحِمايةً وفِداءً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُصِيبَ يومئذٍ ببِضعٍ وثمانينَ طعنةً وضَرْبةً، وقد أُصِيبَ في سائرِ جَسدِه، وكان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم إذا ذكَروا يومَ أُحُدٍ قالوا: ذاك يومٌ كان كلُّه لِطلحةَ، فكان مِمَّن قضى نَحْبَه ووفَّى بنَذرِه فيما عاهَدَ اللهَ عليهِ؛ مِن الصِّدْقِ في مواطنِ القتالِ، ونصْرِ الرَّسولِ.
وفي الحَديثِ: مَنقبةٌ ظاهرةٌ لِطَلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه.
وفيه: مَشروعيةُ مَدحِ الإنسانِ في وَجهِه وفي حَضرتِه إذا استَدْعى الموقِفُ ذلك وأُمِنَت الفِتنةُ.