بقية حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم 17

مستند احمد

بقية حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم 17

حدثنا سليمان بن حرب، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: كنا مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة حتى إذا كنا بمر الظهران، فإذا امرأة في هودجها قد وضعت يدها على هودجها، قال: فمال فدخل الشعب فدخلنا معه، فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، فإذا نحن بغربان كثيرة، فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في هذه الغربان» [ص:360] قال حسن: فإذا امرأة في يديها حبائرها وخواتيمها قد وضعت يديها، ولم يقل حسن بمر الظهران

جاءَتِ النُّصوصُ الكَثيرةُ مِنَ القُرآنِ والسُّنَّةِ في وَصفِ الجَنَّةِ ونَعيمِها وما لأهلِها مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ أكثَرَ مَن يَدخُلُ النَّارَ النِّساءُ، وأنَّه قِلَّةٌ قَليلةٌ منهنَّ مَن تَدخُلُ الجَنَّةَ، فبَينَما كان الصَّحابةُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَرِّ الظَّهرانِ

 وهو وادٍ قُربَ مَكَّةَ على مَسافةِ 22 كيلومِترًا، وعِندَ الوادي قَريةٌ يُقالُ لها مَرٌّ تُضافُ إلى الوادي، فيُقالُ: مَرُّ الظَّهرانِ، فإذا بغِربانٍ كَثيرةٍ، فيها غُرابٌ أعصَمُ، أي: أحَدُ جَناحَيه أبيَضُ، أحمَرُ المِنقارِ. وقيلَ: هو الأبيَضُ الجَناحَينِ، أوِ الأبيَضُ الرِّجلَينِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا يَدخُلُ مِنَ النِّساءِ الجَنَّةَ إلَّا مِثلُ هذا الغُرابِ مِن هذه الغِربانِ! أرادَ: قِلَّةَ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ النِّساءِ؛ لأنَّ هذا الوصفَ في الغِربانِ عَزيزٌ قَليلٌ. ولَعَلَّ مُرادَ الحَديثِ قِلَّتُهنَّ بالنِّسبةِ لأوَّلِ الدَّاخِلينَ، ثُمَّ يَخرُجنَ مِنَ النَّارِ بشَفاعةٍ ونَحوِها ويَصِرنَ أكثَرَ أهلِ الجَنَّةِ؛ لِما جاءَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: لكُلِّ امرِئٍ مِنهم زَوجَتانِ اثنَتانِ. والمَقصودُ مِن هذا أنَّ هاتَينِ مِن بَناتِ آدَمَ، ولَه غَيرُهما مِنَ الحُورِ العَينِ ما شاءَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ؛ فدَلَّ على أنَّ النِّساءَ أكثَرُ أهلِ الجَنَّةِ. واللهُ أعلَمُ
وفي الحَديثِ بَيانُ أنَّ النِّساءَ أقَلُّ دُخولًا للجَنَّةِ
وفيه مَشروعيَّةُ ضَربِ الأمثالِ لتَقريبِ الفَهمِ للسَّامِعينَ