كتاب الحروف والقراءات
حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا ح وحدثنا سليمان بن داود المهرى أخبرنا ابن وهب أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « قال الله عز وجل لبنى إسرائيل (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة تغفر لكم خطاياكم) ».
اليهود هم أهل الشقاق والنفاق والعناد، كذبوا أنبياء الله وقتلوهم، وخانوا العهود ونقضوا المواثيق مع الله ومع رسله ومع الناس
وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم صورة من صور تبديلهم لأمر الله تعالى، وميلهم عن طريق الهداية واختيارهم طريق الغواية، حيث أمرهم الله سبحانه وتعالى فقال لهم: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} [البقرة: 58]، فأمروا أن يخضعوا له سبحانه بالفعل والقول عند دخولهم أحد أبواب بيت المقدس، بأن يدخلوا ركعا متواضعين، وأن يطلبوا من الله تعالى أن يضع عنهم ذنوبهم وخطاياهم، فبدل هؤلاء اليهود الظالمون ما أمروا به، ودخلوا يزحفون على مؤخراتهم، وقالوا: حبة في شعرة، وهذا كلام مهمل لا معنى له، وغرضهم فيه مخالفة ما أمروا به من الكلام المستلزم للاستغفار وطلب حطة العقوبة عنهم، فلما عصوا، عاقبهم الله بالرجز؛ قال تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء} [البقرة: 59]، وهو العذاب الأليم، وقيل: الطاعون
وفي الحديث: التحذير من اتباع سنة بني إسرائيل في مخالفة أمر الله عز وجل، والخروج عن طاعته