أنواع الكفر في كلام رسول الله
بطاقات دعوية
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويلكم أو ويحكم انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
2- (لا ترجعوا) :أي لا تصيروا.
(بعدي) أي بعد موقفي هذا أو بعد موتي.
(ويحكم) بالحاء كلمة رحمة.
(ويلكم) كلمة عذاب.
3- هذا الحديث هو من نفس باب حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
4- الكفر قد يطلق ويراد به الكفر الذي لا ينقل عن الملة، وهذا كما قال ابن عباس في قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44] قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه؛ إنه ليس بكفر ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر. خرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد،
قال الإمام أحمد: هو كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه.
ولإجماع أهل السنة والجماع على عدم كفر مرتكب الكبيرة، اختلف العلماء في توجيه الكفر في هذه الأحاديث على معانِ منها :
أ- الإيمان قسمان:
- أحدهما: إيمان بالله، وهو الإقرار والتصديق به .
- والثاني: إيمان لله، وهو الطاعة والانقياد لأوامره.
فنقيض الإيمان الأول: الكفر، ونقيض الإيمان الثاني: الفسق؛ وقد يسمى كفرا؛ ولكن لا ينقل عن الملة.
ب- أطلق على قتال المسلم كفرًا، لشبهه بالكافر لأن قتال المؤمن من شأن الكافر، فيكون المعنى أي لا تكن أفعالكم تشبه أفعال الكفار في ضرب رقاب المسلمين.
ت- المعنى لا تتشبهوا بالكفار في قتل بعضهم بعضًا، وقد جرى بين الأنصار كلام بمحاولة اليهود حتى ثار بعضهم إلى بعض في السلاح. فأنزل الله تعالى: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله} (آل عمران: 101) أي تفعلون فعل الكفار.
ث- المراد بالحديث النهى عن كفر حق المسلم الذى أمر به النبى (صلى الله عليه وسلم) من التناصر والتعاضد، والكفر فى لسان العرب: التغطية، وكذلك قوله: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) يعنى: قتاله كفر بحقه وترك موالاته.
ج- المعنى: لا ترجعوا بعدي كفاراً للنعمة والحقوق، ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم. فقد كفر حقهم ونعمتهم»
ح- معناه لا يُكَفِّر بعضكم بعضًا فتستحلوا أن تقاتلوا ويضرب بعضكم رقاب بعض.
خ- أن يكون كفرًا منقلًا عن الملة ولكنه ناتج من استحلال القتل بغير حق.
5- هذا الحديث وأمثاله ردُ على المرجئة إذ يدل عى أن بعض الأعمال يسمى كفرا وبعضها يسمى إيمانا.
6- في الحديث تعظيم حق المسلمين ودماءهم.