مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 264
قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي، حدثنا الوليد يعني ابن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسمح، يسمح لك "
حرص الشرع الحكيم على إقامة علاقات طيبة بين المسلمين، فيها التكافل والترابط والمحبة والتعاون، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اسمح؛ يسمح لك"، أي: عامل الناس بالسماحة والمساهلة؛ يعاملك الله بمثله في الدنيا والآخرة، والجزاء من جنس العمل، والمعنى أن تسهيلك للعباد يكون سببا لتسهيل الله لك في الدارين، فيرقق قلوب العباد لك في الدنيا، فيسمعوا قولك، فيكون أنفع لك ولهم، وقد تكون سماحة العبد ومساهلته سببا لسماحة الله له، ومغفرته له ذنوبه، وفوزه في الآخرة، كما أخرج الشيخان عن حذيفة وأبي مسعود رضي الله عنهما: "أن رجلا ممن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض نفسه، فقال: هل عملت خيرا قط؟ قال: ما أعلم، قال له: انظر، قال: ما أعلم غير أني كنت أبايع الناس، فأتجاوزهم وأتجاوز عن المعسر؛ فأدخله الله الجنة"
وظاهر الحديث مع قواعد الشرع يؤكدان أن المسامحة والتساهل يكونان في غير معصية الله، وأن ذلك يقع فيما أباحه الله للناس
وفي الحديث: بيان قيمة التسامح في التعامل بين الناس
وفيه: الحث على التساهل، وأنه يكون سببا في محبة الناس، والفوز في الآخرة