باب اتخاذ الجمة والذوائب4
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا ابن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعر دون الجمة، وفوق الوفرة (1)
كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا لأُمَّتِه بالقَولِ والفِعلِ، حتَّى في أفعالِه في بيتِه ومع زَوجاتِه رضِيَ اللهُ عنهنَّ، وكان صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسنَ النَّاسِ خُلقًا وهيئةً، وقد نقَلَ أزواجُه هَدْيَه وشَمائِلَه؛ لتتعلَّمَ الأُمَّةُ وتَقتديَ به صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ تقولُ أمُّ المُؤمِنين عائشةُ زَوجُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كنْتُ أغتسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من إناءٍ واحدٍ"، أي: كنْتُ أغتسِلُ من الجَنابةِ أو غيرِها مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من ماءٍ، في إناءٍ واحدٍ وأُشارِكُه فيه، وآخُذُ منه ويأخُذُ منه، "وكان له شَعرٌ فوقَ الجُمَّةِ ودونَ الوفرةِ"، وفي روايةِ الصَّحيحينِ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ ما يُوضِّحُ ذلك؛ أنَّ شَعرَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان "بينَ أُذنَيه وعاتِقِه".
والجُمَّةُ مِن شَعرِ الرَّأسِ: ما سقَطَ على المَنكِبَينِ، والوَفْرةُ: ما جاوَزَ شَحمةَ الأُذنِ، وقيل: الوَفرةُ: الجُمَّةُ مِن الشَّعرِ إذا بلَغَتِ الأُذنَينِ.
وفي الحديثِ: اغتِسالُ الزَّوجينِ من ماءٍ واحدٍ وفي إناءٍ واحدٍ.
وفيه: بَيانُ بعضٍ من شَمائلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِفَةِ شَعرِه.