باب طول القميص كم هو؟
سنن ابن ماحه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسين بن علي، عن ابن أبي رواد، عن سالم عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" (1).
قال أبو بكر: ما أغربه!
حذَّر اللهُ عزَّ وجلَّ عِباده الكِبْرَ والخُيَلاءَ، وتوَعَّد مَن يَفعَلُ ذلك بعِقابٍ شَديدٍ يومَ القِيامةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الإسبالُ في الإزارِ والقَميصِ والعِمامةِ"، أي: إطالتُه إلى ما بعدَ الكَعبَين في القَميصِ والإزارِ، والمرادُ بإطالةِ العِمامةِ: إطالةُ طرَفِها وعذَبَتِها عن الزِّيادةِ المعتادةِ والمعروفةِ فوقَ الكَتِفَين، والإزارُ: ما يَستُرُ الجزءَ السُّفليَّ مِن الجَسدِ، "مَن جَرَّ مِنها شيئًا خُيَلاءَ"، أي: أراد بجَرِّه وإطالتِه الكِبْرَ، "لا يَنظُرُ اللهُ إليه يومَ القيامةِ"، أي: كان جَزاؤُه يومَ القيامةِ ألَّا يَنظُرَ اللهُ إليه ، وكلُّ من حُرِم نظر الله عز وجل إليه؛ فإنَّ له نصيبًا من الوعيد، وصاحبُه مستحقٌّ للعذاب الأليم، وهذا الأمْرِ مختصٌّ بالرِّجالِ فقط، وقولُه: "خُيَلاءَ": دلَّ أنَّ هذا الوعيدَ إنَّما يَتَعلَّقُ بِمَن جرَّه لهذه العِلَّةِ، فأمَّا لِغَيرِها- كاستِعْجالِ الرَّجلِ لحاجتِه وجرِّ ثَوبِه خَلْفَه- فلا.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الخُيلاءِ بإسبالِ الثِّيابِ إلى الأرضِ، وإطالةِ طرَفِ العِمامةِ على غيرِ العادةِ .