باب الأمر والنهى
حدثنا وهب بن بقية عن خالد ح وحدثنا عمرو بن عون أخبرنا هشيم - المعنى - عن إسماعيل عن قيس قال قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال عن خالد وإنا سمعنا النبى -صلى الله عليه وسلم- يقول « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ». وقال عمرو عن هشيم وإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ». قال أبو داود رواه كما قال خالد أبو أسامة وجماعة. وقال شعبة فيه « ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى هم أكثر ممن يعمله ».
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم المهمات في دين الإسلام، وهو من أسباب خيرية هذه الأمة على غيرها من الأمم، وتركه والتخلي عنه من أسباب العقاب العام
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي"، أي: يعمل بأعمال المنكر، "يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا"، أي: وكان عندهم من القدرة ما يجعلهم يمنعونه أو ينصحونه حتى يكف وينتهي عن عمله ثم يتركونه دون نهي، والمراد بالقدرة: القوة والمنعة التي تحفظهم من الأذى الذي يمكن أن يصيبهم من ذلك العاصي أو من غيره بسبب إنكارهم عليه، "إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا"، أي: إلا عجل لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة؛ وذلك لأنهم في حكم من رضى بذلك المنكر