باب التسبيح بالحصى

باب التسبيح بالحصى

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعى حدثنى حسان بن عطية قال حدثنى محمد بن أبى عائشة قال حدثنى أبو هريرة قال قال أبو ذر يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأجور يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يتصدقون بها وليس لنا مال نتصدق به. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك ». قال بلى يا رسول الله. قال « تكبر الله عز وجل دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتسبحه ثلاثا وثلاثين وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ».

ذكر الله تطمئن به القلوب، والصلاة عبادة روحية، وبعد أداء فرائضها جعل الله الخير متصلا بها بالتسبيح والتحميد والتكبير، وجعل الله على ذلك فضلا عظيما
وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله"، أي: قال: سبحان الله، "في دبر كل صلاة"، أي: خلف كل صلاة مفروضة "ثلاثا وثلاثين" تسبيحة، "وحمد الله"، أي: قال: الحمد لله "ثلاثا وثلاثين" تحميدة، "وكبر الله"، أي: قال: الله أكبر، "ثلاثا وثلاثين" تكبيرة، "فتلك" الأعداد المذكورة من التسبيح والتحميد والتكبير، "تسعة وتسعون" لفظا، "وقال تمام المئة"، أي: لإكمالها وإتمامها، "لا إله إلا الله"، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله، "وحده لا شريك له" في أسمائه وصفاته وأفعاله، "له الملك"، أي: مالك كل شيء، "وله الحمد"، أي: له جميع المحامد، "وهو على كل شيء قدير" من الممكنات والمستحيلات، "غفرت خطاياه"، أي: ذنوبه، "وإن كانت" تلك الذنوب في الكثرة والعظمة، "مثل زبد البحر"، وهو ما يعلو البحر من الرغوة والفقاقيع عند تموجه وهيجانه، وهو يعبر عن كثرة الذنوب وعدم حصرها ومع كثرتها الهائلة يغفرها الله لمن أتى بهذا الذكر بعد الصلاة المفروضة
وفي الحديث: بيان فضيلة الذكر المسنون بعد الصلوات المكتوبات
وفيه: أن هذا الذكر يكون سببا لغفران الذنوب