باب السنة في الأذان 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا شريك، عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة قال: كان بلال لا يخرم الأذان عن الوقت، وربما أخر الإقامة شيئا (2).
الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّته، كما علَّمَه إيَّاها الأمينُ جِبريلُ عليه السَّلامُ، ومِمَّا علَّمَه إيَّاه مَواقيتُ الصَّلَواتِ، وتحديدِ أوَّلِ كلِّ وقتٍ وآخِرَه. ...
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ سَمُرةَ رَضِي اللهُ عنه: أنَّ بلالًا رضِيَ اللهُ عنه كان لا يُؤخِّرُ الأذانَ عن الوقتِ، أي: كان يُؤذِّنُ في أوَّلِ دُخولِ الوقتِ؛ لِيُعْلِمَ بالصَّلاةِ، ولا يُؤجِّلُه عن وقتِه المعلومِ، "وربَّما أخَّر الإقامةَ شيئًا"، أي: كان ربَّما تأخَّر في الإقامةِ عن وَقتِها المعتادِ، ولكن لا يَمتَدُّ به التَّأخيرُ إلى آخِرِ وقْتِها، أو أن يَخرُجَ به عن وقتِ الصَّلاةِ، وكان مِن عادتِه رَضِي اللهُ عنه أنَّه إذا رأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد خرَج مِن حُجرَتِه الشَّريفةِ أقام الصَّلاةَ، وربَّما كان يُؤخِّرُ الإقامةَ حتَّى يَجتمِعَ النَّاسُ، وربَّما يُؤخِّرُ الإقامةَ في وقتِ الحَرِّ للإبرادِ بالصَّلاةِ كما أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.