باب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم20
سنن الترمذى
حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: «هاهنا أرض الفتن»، وأشار إلى المشرق، يعني حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال: قرن الشمس هذا حديث حسن صحيح
في هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قام على المنبَرِ، أي: خطَبهم صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال: "ها هُنا أرضُ الفِتَنِ- وأشار إلى المشرِقِ-"، أي: الَّتي تَخرُجُ مِنها الفِتنُ والمِحَنُ الَّتي تُضعِفُ الدِّينَ، قيل: وإنَّما أشارَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى المشرِقِ؛ لأنَّ أهْلَه يَومَئذٍ أهلُ كُفرٍ، فأخبَر أنَّ الفِتنةَ تَكونُ مِن تِلك النَّاحيةِ، وكذا وقَع؛ فكان وَقْعةُ الجمَلِ ووقعةُ صِفِّينَ، ثمَّ ظُهورُ الخَوارِجِ في أرضِ نَجْدٍ والعِراقِ وما وَراءَها مِن المشرِقِ، "يَعْني حيثُ يَطلُعُ جِذلُ الشَّيطانِ- أو قال: قرنُ الشَّيطانِ-"، وفي رِوايةٍ: "قَرْنُ الشَّمسِ"، والجِذلُ هو أصلُ الشَّجرةِ، فيكونُ مَعْنى هذه الرِّوايةِ: حيثُ يَطلُعُ أصلُ خُروجِ الشَّيطانِ في جِهةِ الشَّرقِ، فيتَّبِعُه أناسٌ مِن هذه الجهةِ وتبدأُ معهم الفتنُ وتنبتُ ثم تتفرَّعُ بعدَ ذلك وتَنتشِرُ، وقرنُ الشَّمسِ: ناحِيتُها أو أعلاها، أو أوَّلُ شُعاعِها.