باب القراءة فى صلاة الكسوف
حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمى حدثنا أبى عن محمد بن إسحاق حدثنى هشام بن عروة وعبد الله بن أبى سلمة وسليمان بن يسار كلهم قد حدثنى عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس فقام فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة - وساق الحديث - ثم سجد سجدتين ثم قام فأطال القراءة فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة آل عمران.
الشمس والقمر آيتان عظيمتان من آيات الله سبحانه، وجريانهما وتعاقبهما يدل على دقة الخالق وإحكام صنعته، ولما كان يقع لهما الخسوف والكسوف، فإن هذا يستدعي الخوف من انطماسهما ووقوع القيامة، ويقتضي اللجوء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء
وفي هذا الحديث يروي المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن الشمس قد كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، من مارية القبطية، وقد توفي وعمره ثمانية عشر شهرا، والكسوف: احتجاب ضوء الشمس أو القمر بسبب معتاد من الله عز وجل، وأكثر ما يعبر عن الشمس بالكسوف، وعن القمر بالخسوف، وقد يعبر بأحدهما عن الآخر، فقال الناس: «كسفت الشمس لموت إبراهيم»؛ ظنا منهم أن هذا الأمر لا يحدث إلا لموت عظيم، فصحح النبي صلى الله عليه وسلم لهم هذا الفهم الخطأ، فقال: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته»، ثم أمرهم بما ينبغي لهم أن يفعلوه عند رؤية ذلك، فقال: «فإذا رأيتم فصلوا، وادعوا الله»، أي: إذا رأيتم كسوف الشمس أو القمر فافزعوا إلى الصلاة، وصلاة الكسوف ركعتان بهيئة مخصوصة، وادعوا الله وتضرعوا له حتى ينجلي هذا الكسوف. والمشهور في كيفية صلاة الكسوف: أنها ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان، وركوعان وسجودان، سواء تمادى الكسوف أم لا
وفي الحديث: إبطال ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من تأثير الكواكب في الأقدار
وفيه: بيان قدرة الله تعالى وتصرفه في مخلوقاته
وفيه: أنه يجب الرجوع إلى الله في الملمات والشدائد