باب الوليمة 5
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عرسه، فكانت خادمهم العروس، قالت: تدري ما سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: أنقعت تمرات من الليل، فلما أصبحت صفيتهن فأسقيتهن إياه (1).
في هذا الحديثِ يَذكُرُ أبو أُسَيدٍ السَّاعديُّ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه دَعا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعُرسِه، فلَبَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَعْوَتَهَ، وحَضَر إليه يزورُه، وكانت العَروسُ هي مَن تَخدُمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِ زَوجِها، ثمَّ قال أبو أُسَيدٍ لأصحابِه: إنَّه أنقَعَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَمَراتٍ مِن اللَّيل، أي: وضَع التَّمرَ في الماءِ مِن اللَّيل حتَّى يَنتقِعَ في الماءِ، فتَنتقِلَ حَلاوتُه للماءِ دون أن يتخَمَّرَ، وكان هذا في تَوْرٍ، وهو إناءٍ مِن حِجارةٍ أو نُحَاسٍ، وسقى منه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: بيانُ حُسنِ خُلُقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَواضُعِه، وحُسنِ عِشرتِه لأصحابِه، وإجابةِ الدَّعوةِ.