باب غزوة الحديبية، وقول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} 8
بطاقات دعوية
عن زاهر الأسلمى -وكان ممن شهد الشجرة- قال: إنى لأوقد تحت القدر بلحوم الحمر (111)؛ إذ نادى منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاكم عن لحوم الحمر".
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُراعي مَصالحَ أُمَّتِه، وما فيه نَفعُهم، ويَنْهاهم عن كلِّ ما يُلحِقُ الضَّررَ بهم في الدُّنْيا أو الآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ زاهِرٌ الأسْلَميُّ رَضيَ اللهُ عنه -وكان ممَّن شهِدَ بَيْعةَ الرِّضْوانِ عندَ الشَّجَرةِ بالحُدَيْبيَةِ في العامِ السَّادِسِ منَ الهِجْرةِ- أنَّه كان يُشعِلُ النَّارَ تَحْتَ القِدْرِ بلُحومِ الحُمُرِ الإنْسيَّةِ، وهي الأهْليَّةُ الَّتي يَستَعمِلُها كَثيرٌ مِن النَّاسِ في مُساعَدَتِهم في النَّقلِ ونَحوِه، وكان ذلك عندَ عَودَتِهم مِن غَزْوةِ خَيبَرَ في العامِ السَّابعِ مِن الهِجْرةِ، فسَمِعَ مُنادي رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وهو أبو طَلْحةَ الأنْصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه، كما في صَحيحِ مُسلمٍ- يقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْهاكم عن لُحومِ الحُمُرِ، يَعني: عن أكْلِ لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ، فحُرِّمَت ساعَتَها.
وفي هذا الحَديثِ الآخر يَرْوي التَّابِعيُّ مَجْزأةُ بنُ زاهِرٍ الأسْلَميُّ أنَّ الصَّحابيَّ أُهْبانَ بنَ أوْسٍ رَضيَ اللهُ عنه -وهو مِن أصْحابِ الشَّجَرةِ الَّذين بايَعوا تحْتَها بَيْعةَ الرِّضْوانِ بالحُدَيْبيَةِ في العامِ السَّادِسِ منَ الهِجْرةِ- كان قدِ اشْتَكى وجَعًا في رُكبَتِه، فكان إذا سجَدَ جعَلَ تحْتَ رُكبَتِه وِسادةً؛ لأنَّ الأرضَ صُلْبةٌ، وهذا يضُرُّ برُكبَتِه، ولكي يَستَطيعَ أنْ يَسجُدَ مِن غَيرِ أنْ يَتألَّمَ؛ فلِينُ الوِسادةِ يُخفِّفُ مِن هذا الألَمِ، أو يَمنَعُه.
وفي الحَديثِ: مَنْقبةٌ لأُهْبانَ بنِ أوْسٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه أنَّ هذا الدِّين يسر.