‌‌باب في فضل الأنصار وقريش7

سنن الترمذى

‌‌باب في فضل الأنصار وقريش7

حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا» هذا حديث حسن صحيح غريب " حدثنا عبد الوهاب الوراق قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، نحوه

قُريشٌ هي قَبيلةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وكانتْ عَزيزةً مَنيعةً على الإسلامِ، حتَّى أجبَروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ومَن أسلَم معَه على الخروجِ مِن مكَّةَ، وظلَّت على تلك الجاهليَّةِ حتَّى فتحِ مكَّةَ، وفي هذا الحديثِ يَدْعو النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لقُريشٍ، فيقولُ: "اللَّهمَّ أذَقْتَ أوَّلَ قُريشٍ نَكالًا"، أي: عُقوبةً، وقد فُسِّرَتْ تلك العقوبةُ بما كان مِن هَزائِمَ مِن غَزواتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عليها، وقيل: القَحْطُ والغَلاءُ، وذلك يومَ أنْ كانوا كُفَّارًا، "فأذِقْ آخِرَهم نَوالًا"، أي: إنعامًا وعطاءً، وذلك بعدَما أسلَمَت قريشٌ، قيل: وقد ظهَرَت برَكةُ دُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لهم؛ فقد أُوتوا مِن الخيرِ في النِّعَمِ والمُلكِ ما لم يَكُنْ لمن قبلَهم.
وفي الحديثِ: علَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: فَضلٌ ومنقبةٌ لقُريشٍ.