باب ما جاء في التداوي بالحناء
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا فائد، مولى لآل أبي رافع، عن علي بن عبيد الله، عن جدته سلمى، وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكبة إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها الحناء»: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث فائد، وروى بعضهم هذا الحديث، عن فائد، وقال: عن عبيد الله بن علي، عن جدته سلمى، وعبيد الله بن علي أصح، ويقال: سلمى حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا زيد بن حباب، عن فائد، مولى عبيد الله بن علي، عن مولاه عبيد الله بن علي، عن جدته، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه بمعناه
أنزَل اللهُ دواءً لكلِّ داءٍ، وقد أمَر سبحانه بالأخذِ بأسبابِ التَّداوي والشِّفاءِ، وكذلك أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ببعضِ الأمورِ الَّتي تَنفَعُ في العلاجِ، ومن ذلك ما في هذا الحديثِ الذي تقولُ فيه سَلْمى أمُّ رافعٍ رَضِي اللهُ عَنها: "ما كان يَكونُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: إنَّ مِن عادتِه وشأنِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا كان به: "قَرْحةٌ"، أي: جُرحٌ مِن سيفٍ، "ولا نَكْبةٌ"، أي: الجُرحُ الَّذي يكونُ مِن حجَرٍ أو شوكٍ، "إلَّا أمرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن أضَعَ عليها الحنَّاءَ"، والحِنَّاءُ نَباتٌ معروفٌ أَعدَّه النَّاسُ للخِضابِ يَخْضِبونَ بِهِ الأَطرافَ، والمرادُ: أنَّه أمَرَ بالتَّداوي بوضْعِ الحِنَّاءِ على الجُروحِ أو القُروحِ ونَحوِها؛ لِمَا به مِن البُرودةِ الَّتي تُخفِّفُ مِن حَرارةِ الدَّمِ والألمِ، فإنَّ الحِناءَ قابضٌ يابسٌ مُبرِّد؛ فكان في غايةِ المناسبةِ للقُروحِ والجُروحِ ونحوِها.
وفي الحديثِ: إرشادُه صلَّى الله عليه وسلَّم ببعضِ أمورِ الطِّبِّ.