‌‌باب ما جاء في الخروج إلى منى والمقام بها1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الخروج إلى منى والمقام بها1

حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ثم غدا إلى عرفات»: «وإسماعيل بن مسلم قد تكلموا فيه من قبل حفظه»
‌‌

علَّمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه مناسِكَ الحجِّ بقَولِه وفِعلِه، ومن ذلك كَيفيَّةُ الإحرامِ، وكيفيَّةُ أداءِ المناسِكِ، وما يُفْعَلُ في كلِّ وقْتٍ ومكانٍ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "صَلَّى بنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِنًى"، أي: صَلَّى يومَ التَّرويةِ، وهو اليومُ الثَّامنُ من ذي الحِجَّةِ، ومِنًى: وادٍ يُحيطُ به الجِبالُ، يقَعُ في شرْقِ مكَّةَ على الطَّريقِ بين مكَّةَ وجبلِ عَرفةَ، ويبعُدُ عن المسجِدِ الحرامِ نحوَ سِتَّةِ كيلو متراتٍ تقريبًا، وهو موقعُ رمْيِ الجَمراتِ، "الظُّهرَ والعصرَ، والمغرِبَ والعشاءَ، والفجْرَ"، أي: فجْرَ يَومِ التَّاسعِ، "ثمَّ غدا إلى عرفاتٍ"، أي: مشى أوَّلَ النَّهارِ غُدوةً بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ؛ للوُقوفِ بجَبلِ عرفاتٍ يومَ التَّاسعِ من ذي الحِجَّةِ.
وفي الحديثِ: جَمْعُ الصَّلواتِ في مَشْعَرِ مِنًى.
وفيهِ: مخالفةُ النَّبيِّ للمِشركينَ في أفعالِ الحَجِّ والعِبَاداتِ، وذلكَ بِالدَّفْعِ مِن مِنًى إلى عَرفاتٍ بعدَ الفجْرِ، وقبلَ إشْراقَ الشَّمسِ.