‌‌باب ما جاء في زيارة الإخوان

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في زيارة الإخوان

حدثنا محمد بن بشار، والحسين بن أبي كبشة البصري، قالا: حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال: حدثنا أبو سنان القسملي هو الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا»: هذا حديث غريب وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان، وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا
‌‌

حرَص الإسلامُ على كلِّ ما يُعضِّدُ الصِّلةَ الطيِّبةِ بينَ النَّاسِ؛ فحَثَّ على التَّوادُدِ والتَّآخي والتَّراحُمِ، وجعَل الأجْرَ الجزيلَ لزِيارةِ المريضِ أو الأخِ في اللهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن عاد"، أي: مَن زار، "مريضًا، أو زار أخًا له في اللهِ"، أي: ففعَل أيًّا مِن ذلك مُحتسِبًا لوجهِ اللهِ سبحانه وتعالى، ابتِغاءَ مَثوبةٍ مِنه لا لِدُنيا، "ناداه مُنادٍ"، أي: ملَكٌ مِن الملائكةِ: "أنْ طِبْتَ وطاب مَمْشاك"، أي: دعا له بذلك، ومَعْناها: أن طاب عيشُك في الدُّنيا والآخِرَةِ، وطاب مَشيُك إلى تلك الزِّيارةِ؛ فهو مشيٌ إلى الآخِرَةِ؛ لِما يَنالُه به من أجرٍ، "وتبَوَّأتَ مِن الجنَّةِ مَنزِلًا"، أي: اتَّخذتَ مَكانًا، وتَهيَّأ لك في الجنَّةِ مَنزِلٌ مِن مَنازِلِها العاليةِ، ودرَجاتِها الرَّفيعةِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على عِيادةِ المرضَى، وتَزاوُرِ الإخوةِ في اللهِ.