باب ما جاء في فضل المرابط4
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار، وأحمد بن نصر النيسابوري، وغير واحد، قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة»: هذا حديث حسن صحيح غريب
الجِهادُ في سبيلِ اللهِ تَعالى مِن أعلى مَراتبِ الإيمانِ، وهو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ؛ وقد جعَلَ اللهُ جَزاءَ مَن قُتِلَ شَهيدًا في سَبيلِه أن يَغفِرَ اللهُ له كلَّ خَطايَاهُ عِندَ أوَّلِ قَطرةٍ مِن دَمِه ثُمَّ يُدخِلُه الجنَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "ما يَجِد الشَّهيدُ مِن مَسِّ القَتلِ"، أي: لا يُحِسُّ الَّذي قُتِلَ شَهيدًا في سَبيلِ اللهِ تَعالى مِن ألَمِ القتلِ شيئًا، "إلَّا كَما يَجِدُ أحَدُكم مِن مَسِّ القَرْصةِ"، أي: إلَّا كَما يُحِسُّ أيُّ أحدٍ مِن ألَمِ القَرْصةِ، وهي عَضُّ النَّملةِ الإنسانَ وما شابَهَ، وقيل: القَرْصُ الأخذُ بأطرافِ الأصابعِ ، وذلك يُوضِّح مَدى قدْرِ الشَّهيدِ وعِظَمَ مَنزلَتِه عندَ ربِّه عزَّ وجلَّ؛ حيث رفَع اللهُ عنه كلَّ الآلامِ الَّتي قد يُعانِيها مِن شدَّةِ القتلِ وبأسِه وخفَّفَها عَنه حتَّى تَمُرَّ علَيه كالقَرْصةِ الَّتي لا يَشْتَكي ألَمَها أحدٌ.
وفي الحديثِ: بيانُ قَدْرِ الشَّهيدِ وعِظَمِ مَنزِلَتِه في الإسلامِ.