باب ما جاء في مسح الرأس 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج، عن عطاء
عن عثمان بن عفان، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فمسح رأسه مرة (2).
في هذا الحَديثِ بيانٌ لهَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أحَدِ أركانِ الوُضوءِ، وهو مسْحُ الرَّأسِ، وما يليه مِن مسْحِ الأُذنِ، حيثُ تَقولُ الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذٍ: رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأُ، قالت: فمسَحَ رأسَه ومسَحَ ما أَقْبَلَ منه وما أَدْبَرَ، أي: إنَّ الرُّبَيِّعَ رضِيَ اللهُ عنها رَأَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأُ، فلمَّا وصَلَ إلى مسْحِ الرَّأسِ مَسَحَ من مُقدَّمِ الرَّأسِ إلى مُنتهاه، ثمَّ عادَ فردَّ يدَيْهِ من مُؤخَّرِ الرَّأسِ إلى مُقدَّمِه، فمَسَحَ صُدْغَيْهِ، والصُّدْغُ هو الموضِعُ الذي بين العَيْنِ والأُذنِ، وكذلك الشَّعرُ المُتدلِّي عليه، من الجانبَيْنِ- فمسَحَهما مع أُذنَيْهِ مرَّةً واحدةً، وهذا يُشيرُ إلى أنَّه مسَحَ أُذنَيْهِ بالماءِ الذي مسَحَ به رأسَه.
وفي الحديثِ: ما كان عليه الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم مِن اهتمامٍ بنَقلِ أدقِّ تَفاصيلِ سُنَّةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.