‌‌باب ما جاء فيما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء فيما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا شريك، عن مخول بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر: تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان " وفي الباب عن سعد، وابن مسعود، وأبي هريرة: «حديث ابن عباس حديث حسن صحيح»، وقد روى سفيان الثوري، وغير واحد عن مخول
‌‌

كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخُصُّ بعضَ الصَّلَواتِ بسُوَرٍ مُعَيَّنةٍ يَقرأُ بها في غالِبِ أيَّامِه؛ وذلك لحِكَمٍ مُتعدِّدةٍ، ولعلَّ منها مُناسَبةَ الآياتِ للوَقتِ الذي تُقرأُ فيه.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقرأُ في صلاةِ الفَجرِ مِن يومِ الجُمعةِ سُورةَ السَّجدةِ في الرَّكعةِ الأُولى، وسورةَ الإنسانِ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ، وهذا ما كان يُواظبُ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غالبِ الأحيانِ؛ وذلِك لِمَا اشتمَلَتْ عليه هاتانِ السُّورتانِ مِن ذِكرِ ما كان وما يَكونُ مِن المَبدأِ والمَعادِ؛ كخَلْقِ آدَمَ عليه السَّلامُ، وحَشْرِ الخَلائقِ وبَعْثِهم مِن القُبورِ إلى الجَنَّةِ والنَّارِ، وأحوالِ يَومِ القيامةِ، وأنَّها تقَعُ يَومَ الجُمُعةِ.

وقراءةُ هاتَينِ السُّورتَينِ في فَجرِ الجُمعةِ مِن التأسِّي برسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد قيل: بشَرْطِ أن يَقرأَ غيرَ ذلِك أحيانًا؛ لئلَّا يُظَنَّ أنَّه لا يَجوزُ غَيرُهما.