‌‌باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة

حدثنا بندار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي، عن عامر الأحول، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي»: " هذا حديث حسن غريب، وقد اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد هكذا روي عن طاوس، ومجاهد، وإبراهيم النخعي " وقال محمد، قال إسحاق بن إبراهيم، في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي ولكن لا يشتهي» قال محمد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد»، " وأبو الصديق الناجي اسمه: بكر بن عمرو ويقال: بكر بن قيس أيضا "

أعدَّ اللهُ عزَّ وجلَّ لعِبادِه المؤمِنينَ في الجنَّةِ ما لم ترَه عَينٌ، وما لم تَسمَعْ به أذُنٌ، وما لم يَخطُرْ على قلْبِ بشَرٍ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "المؤمنُ إذا اشتَهى الولَدَ في الجنَّةِ"، أي: إنَّ الرَّجُلَ المؤمِنَ مِن أهلِ الجنَّةِ إذا تَمنَّى أن يُنجِبَ أو تَكونَ له ذُرِّيَّةٌ، "كان حَملُه ووَضعُه"، أي: كان فَترةُ حَملِ الولدِ ووِلادَتِه، "وسِنِّه"، أي: واكتِمالِ سنِّه ثَلاثينَ سنَةً، وقيل: السِّنُّ الَّتي يُرغَبُ أن يَكونَ فيها الولَدُ، "في ساعةٍ"، أي: كلُّ ذلك: مُدَّةُ حَملِه ووِلادَتِه ونُضوجِه واكتِمالِ سنِّه في ساعةٍ فقَط، "كما يَشتَهي"، أي: كما يَشْتَهي المؤمنُ مِن هَيئةِ الوَلَدِ وشَكلِه وسِنِّه وحالِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضلِ نَعيمِ الجنَّةِ ولَذَّتِها لِمَن أصبَحَ مِن أهلِها.