باب صفة الجنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم2
سنن الترمذى
حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عقبة بن خالد قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الفرات يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا»: «هذا حديث حسن صحيح»
حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه مِن الفتَنِ أنْ تقَعَ لهم، وهذا الحَديثُ نَموذجٌ مِن هذا التَّحذيرِ، وهو مِن أشراطِ السَّاعةِ، وآيةٌ مِن آياتِها؛ فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ نَهْرَ الفُراتِ -وهوَ النَّهرُ المَشهورُ الذي يَجري في العِراقِ- يَقرُبُ أن «يَحسِرَ»، أي: يَنكشِفَ ويَجِفَّ ماؤه، فيَظهَرَ كَنزٌ مِن ذَهَبٍ، وسُمِّي كنزًا باعتبارِ أنَّه قد اندفن، وفي روايةٍ: «جَبَل مِن ذهَبٍ»، وتسميتُه جبلًا للإشارةِ إلى كثرتِه، ثمَّ حَذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن حَضَرَه أنْ يَأخُذَ منه شَيئًا، ونَهْيُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الأخْذِ منه؛ لِمَا يَنشَأُ عن ذلك مِن الفِتْنةِ واقتِتالِ النَّاسِ عليه، والمنازَعاتِ الكثيرةِ التي تَحصُلُ بسَببِ هذا الأخْذِ، كما في روايةِ مُسلِمٍ: «يَقتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقتَلُ مِن كُلِّ مائةٍ تسعةٌ وتِسعون، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهم: لعلِّي أكونُ أنا الذي أنجو!»، وهذا يدُلُّ على شِدَّةِ الحِرصِ على الدُّنيا في ذلك الوَقتِ.