‌‌باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب أنه في البيت أفضل

سنن الترمذى

‌‌باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب أنه في البيت أفضل

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال: حدثنا محمد بن موسى، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل المغرب، فقام ناس يتنفلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بهذه الصلاة في البيوت»: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه»، والصحيح ما روي عن ابن عمر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته»: وقد روي عن حذيفة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء الآخرة » ففي هذا الحديث دلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد "
‌‌

إقامةُ بَعْضِ الطَّاعاتِ بالبيتِ ممَّا يُرْجى به الخيرُ في ذلك البيتِ، فيَراكَ الأهلُ، فيتعلَّمونَ دِينَهُمْ وتُشجِّعُهُمْ على الطَّاعةِ، وبها تَعْمُرُ البُيوتُ بالذِّكْرِ والطَّاعةِ، وغيرِ ذلك من الخيرِ الكثيرِ.وفي هذا الحديثِ يقولُ كَعْبُ بنُ عُجْرةَ رَضيَ اللهُ عنه: صلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَسْجِدِ "بني عَبْدِ الأَشْهَلِ" هُمْ مِنَ الأنصارِ "المَغْرِبَ"، أي: صلَّى في مَسْجِدِهِمْ صلاةَ المغربِ، "فقام ناسٌ يتنفَّلونَ"، أي: قاموا بَعْدَ فريضةِ المغربِ ليُصلُّوا سُنَّةَ المغربِ الرَّاتِبةَ أو ما اسْتطاعوا مِن نوافِلَ؛ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "عليكم بهذه الصَّلاةِ في البُيوتِ"، أي: أَدُّوا صَلاةَ النَّافِلَةِ في بُيوتِكُمْ، وهذا تَنبيهٌ لهم على الأفضلِ، أو أنَّهم أرادوا أنْ يُصلُّوها ويَذْهبوا إلى البُيوتِ، فأَمَرَهُمْ أنْ يَجْعلوها في البُيوتِ، وأمَّا مَنِ انْتَظرَ الصَّلاةَ فليُصلِّها في المَسجِدِ. ...

وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ النَّوافِلِ في البيتِ