حديث رافع بن خديج 5
مستند احمد
حدثنا يزيد، حدثنا المسعودي، عن وائل أبي بكر، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج، قال: قيل: يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال: «عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور»
إعفافُ الرَّجُلِ لنَفْسِه بالكَسْبِ الطَّيِّبِ عليه أجرٌ عظيمٌ
وفي هذا الحديثِ يقول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما سُئِلَ عن أطيَبِ الكَسبِ، والمرادُ بأطيبِه: أفضَلُه ثوابًا وأكثَرُه بَرَكَةً، والمُرادُ بالكَسبِ: ما يتحصَّلُ عليه الإنسانُ مِن مالٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عَمَلُ الرَّجُلِ بيَدِه"، أي: إنَّ كَسْبَ المرْءِ مِن عَمَلِه بيَدِه كصَنعةٍ أو مِهنَةٍ ونحوِها، مِن أفضَلِ المالِ الذي قد يَكسِبُه الإنسانُ وأطيَبِه، ويُدخِلُه على نَفْسِه وأهلِه، "وكُلُّ بيعٍ مبرورٍ" وهو البيعُ الحلالُ الخالي مِن المُحرَّماتِ؛ فليس فيه شُبهةٌ فيه ولا غِشٌّ ولا خِداعٌ، وهذا أيضًا مِن أفضَلِ أنواعِ المكاسِبِ، والمُرادُ به: هو الذي يَنشَأُ منه رِبحٌ كالتِّجارةِ ونحوِها
وفي الحديثِ: الحثُّ على الأكْلِ مِن عَمَلِ يَدِه، والاكتسابِ بالمُباحاتِ
وفيه: دَلالةٌ على فَضيلةِ التِّجارةِ، وأنَّها مُساوِيةٌ لِمَا كسَبَه بيدِه وعَملِه