حديث طلق بن علي 8
مسند احمد
حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل جعل هذه الأهلة مواقيت للناس، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن [ص:222] غم عليكم فأتموا العدة»
جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ رُؤيةَ الهلالِ إيذانًا ببِدايةِ كلِّ شَهرٍ، وميقاتًا للنَّاسِ؛ حيث تترتَّبُ على تلك الرُّؤيةِ نُسُكٌ ومَشاعِرُ وفَرائضُ جَليلةٌ
وفي هذا الحديثِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "جعَل اللهُ الأهِلَّةَ مواقيتَ للنَّاسِ"، أي: علاماتٍ لبداياتِ الأوقاتِ ونهاياتِها، وبها يُحسَبُ العامُ الهِجريُّ للمسلِمينَ، "فصوموا لرُؤيتِه" أي: ابْدَؤوا واشْرَعوا في صومِ رَمضانَ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شهرِ رَمضانَ، "وأَفطِروا لرُؤيتِه" أي: وَيَنتهي الصَّومُ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شوَّالٍ، "فإنْ غُمَّ عليكم" أي: منَعَت رؤيتَه غَيْمٌ وسُحبٌ، فلَم يُستَطَعْ معها تَحديدُ مَبدَأِ الشَّهرِ، "فعُدوا ثلاثينَ يومًا"، أي: فأَكمِلوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ يومًا؛ إذِ الأصلُ بقاءُ الشهرِ، وهذا يُتَّبعُ أيضا في كُلِّ شُهورِ السَّنَةِ، وإنَّما خُصَّ رَمضانُ بالذِّكرِ لِمَا يختَصُّ به مِن فريضةِ الصَّومِ