حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم 11
مستند احمد
حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا موسى، قال: سمعت أبي، يقول [ص:307]: كنت عند عمرو بن العاص بالإسكندرية فذكروا ما هم فيه من العيش فقال رجل من الصحابة، " لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث، قال موسى: يعني الشعير والسلت إذا خلطا "
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَخشَى النَّاسِ للهِ وأَتقاهُم لَه، زاهدًا في الدُّنيا راغبًا في الآخرَةِ مُقدِّمًا الباقيَةَ على الفانيَةِ، واقْتَدى به زَوجاتُه وآلُ بَيتِه، فصَبَروا على شِدَّةِ الدُّنيا، ورَضُوا بإنفاقِ ما أفاءَ اللهُ به على نَبيِّه في سَبيلِ اللهِ؛ إيثارًا لِما عندَ اللهِ مِن الأجرِ
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَاتَ ولم يَشَبِعَ مِن خُبزٍ وزَيتٍ، في يَومٍ واحدٍ مرَّتَين؛ تُريدُ الغداءَ والعَشاءَ، فلم يكُنْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُدِيمُ الشِّبعَ ولا التَّرفُّهَ، لا هو ولا أهلُ بَيتِه، بلْ كانوا يَأكُلون ما يُقِيمُ أجسادَهم، مُعرِضينَ عن مَتاعِ الدُّنيا، مُؤثِرين ما يَبْقى على ما يَفْنى، مع إقبالِ الدُّنيا عليهم ووُفورِها لدَيهم حتَّى وَصَلوا إلى ما طَلَبوا، فكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَختارُ ذلكَ مَع إِمكانِ حُصولِ التَّوسُّعِ والتَّبسُّطِ في الدُّنيا؛ زُهدًا ورَغبةً في الآخرَةِ
وفي الحديثِ: دَليلٌ عَلى فَضْلِ الزُّهدِ في الدُّنيا والتَّقلُّلِ مِنها