مسند أبي هريرة رضي الله عنه 731
مسند احمد
حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا، مردا، بيضا، جعادا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم، ستون ذراعا في عرض سبع أذرع»
بيَّنَ القُرآنُ والسُّنَّةُ ما لِأَهلِ الجَنَّةِ عندَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن نعيمٍ؛ بَدءًا مِن صِفَةِ دُخولِهم، مُرورًا بصِفَةِ الجنَّةِ، ولم يَنتَهِ ذِكرُهم إلى حَدٍّ يُمكِنُ أنْ يُوصَلَ به إلى حَدِّ التَّمامِ، بلْ هم في نَعيمٍ غيرِ مُنقطِعٍ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ: "يَدخُلُ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ"، أي: تَكونُ هَيئتُهم وخِلْقتُهم عندَ دُخولِهم الجَنَّةَ، "جُردًا"، جمعُ أجرَدَ، وهو: مَن لا شَعرَ على جَسَدِه، "مُرْدًا"، جمعُ أمْرَدَ، وهو: مَن لا شَعرَ في وَجْهِه ولَا على ذَقنِه، "مُكحَّلينَ"، أي: بأعيُنِهم كُحلٌ زِيادةً في جَمالِهم وحُسنِهم، "أبناءَ"، أي: تكونُ أعمارُهم "ثلاثينَ أو ثلاثٍ وثلاثينَ سَنةً"؛ وذلك أنَّ هذا العُمُرَ عُمُرُ اكتِمالِ الشَّبابِ وبُلوغِ الرُّجولةِ والقُوَّةِ والفُحولةِ، وهذا لكلِّ مَن قدَّر اللهُ له دُخولَ الجنَّةِ، سواءٌ مات صغيرًا أو كبيرًا، "وهُم على خَلْقِ آدَم صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سِتُّون ذِراعًا في سبْعَةِ أذرُعٍ"، أي: على هَيئَةِ أبِيهِم آدَمَ عَليه السَّلامُ في الجِسْمِ طُولًا وعرْضًا، وهذا مِن فَضْلِ اللهِ وإنْعامِه على أهلِ الجنَّةِ